نبأبريس.سليمان بنعبدالله
قال أحد الباحثين الأمريكيين بأن تصريحات إسرائيل والتي تتجه الى تدمير ترسانة الفدائيين الفلسطينيين، هي فزاعة فارغة ولا أساس لها من الصحة. وأن هناك دوافع أخرى وراء الهجوم الإسرائيلي، اذ تشير الأدلة بشكل متزايد أن تل أبيب متورطة في تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ويتابع الباحث “بيلار” في مقالة نشرها موقع “ريسبونسيب ستايتكرافت” أن أول هذه الأدلة هو الحجم الهائل والطبيعة العشوائية للهجمات العسكرية الإسرائيلية، من تسوية أحياء بأكملها بالأرض وإيقاع خسائر في صفوف المدنيين تفوق كثيرًا الخسائر العسكرية، من دون تحقيق أي مكاسب عسكرية بخلاف الاستيلاء على بعض المناطق الفارغة وعرضها. يقول: “لنتأمل الأرقام الآتية.. يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن عمليتهم في غزة أدت حتى الآن إلى مقتل 5000 من مقاتلي حماس. ويعترف المسؤولون بأن هذا تقدير مبتذل، وليس لدى العالم أي وسيلة لمعرفة ما إذا كان هذا التقدير قريبًا من الصحة. لكن افترض في هذه اللحظة أن الأمر صحيح. وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، بلغ عدد مقاتلي الجناح العسكري لحماس 30 ألف مقاتل في بداية هذه الحرب، ما يعني أنه لا يزال هناك 25 ألف مقاتل أحياء يرزقون. وتشير أحدث التقديرات للعدد المتزايد بسرعة لإجمالي الضحايا من الفلسطينيين جراء الحرب حتى الآن إلى 16,000 قتيل، من بينهم أكثر من 5,000 طفل”.
ويضيف بيلار: “يقول الإسرائيليون ايضًا وبصراحة إنه إضافة إلى القضاء على الفدائيين الفلسطينيين، فإن قتل المدنيين وإخراج أكبر عدد منهم من غزة هو هدف إسرائيلي”. فإن ادعاء الجيش الإسرائيلي استخدام التحذيرات لتقليل الخسائر بين المدنيين لم يعد أكثر من دعابة قاسية، إذ يُطلب من السكان الفرار من منازلهم لكنهم يتعرضون للقصف في أي حال، في منازلهم أو في طرق فرارهم. ثم يُطلب منهم التحرك مرة أخرى ليتعرضوا للقصف مرة أخرى. ويذكر “بيلار ” بأن إسرائيل لا تكلف نفسها عناء استخدام ممارساتها السابقة المتمثلة في “الطرق على السطح” أي استخدام ذخيرة صغيرة لتحذير شاغلي المبنى قبل دقائق من قصفه، ليتسنى لهم الخروج.
يأتي دليل آخر، بحسب بيلار. في الشهرين الماضيين، استخدم المستوطنون الإسرائيليون هناك العنف والترهيب لطرد السكان الفلسطينيين القدامى من قراهم. وهناك أيضًا خطاب القادة السياسيين الإسرائيليين، الذي وصفه بعض المراقبين بأنه ينم عن إبادة جماعية. والأمثلة كثيرة حيث اكدوا على إبادة الشعب الفلسطيني: تصريح وزير الدفاع يوآف غالانت، و نائب رئيس الكنيست نسيم فاتوري، ووزير الزراعة آفي ديختر، ووزير الثقافة أماشاي إلياهو.
لكن، بما أن هذا السيناريو دونه الكثير من العقبات، تحاول إسرائيل إخراج الفلسطينيين بتخييرهم بين الموت في غزة أو النجاة في سيناء. يقول بيلار: “الاستراتيجية الواضحة التي تتبناها إسرائيل لن تحقق السلام للإسرائيليين. تذكروا ملاحقة إسرائيل لمنظمة التحرير الفلسطينية بداية من الثمانينيات وكيف أدى ذلك إلى حروب المتعددة، وصعود حزب الله، وفقدان أي أمل تقريباً في الاستقرار على الحدود مع لبنان”.
مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )