نبابريس.سليمان بنعبدالله
اتخذت البنوك الفرنسية قرار مغادرتها للقارة السمراء في ظل ظروف أصبحت صعبة بالنسبة لهم، وبالتالي لايبدو أن هناك شيئا قادرا على اقناعها بالبقاء. مقابل ذلك قرر المسؤولون الافارقة الاستفاذة من هذا الفراغ وتعويضه بمؤسسات مالية قادرة على الاستمرار في تقديم الخدمات البنكية.
وهكذا أعلن بنك “سوسيتيه جنرال” يوم الخميس 7 ديسمبر عن توقيع اتفاقيات لبيع قطاعين أوشركتين تابعتين في إفريقيا إلى مجموعة “فيستا”. وهما “سوسيتيه جنرال بوركينا فاسو” و”بانكو سوسيتيه جنرال موزمبيق” ، المملوكان حاليا بنسبة 52.6٪ و 65٪ على التوالي من قبل العملاق الفرنسي.
كل هذا لا يمكن ان يتم الا بعد المصادقة عليه من طرف الأجهزة المختصة بالتفويت.
هذا وقد اعلن مسؤولو البنك الفرنسي في الصيف الماضي، بيع قطاعاته في كل من الكونغو وغينيا الاستوائية وموريتانيا وتشاد .
مقابل ذلك أعلنت الابناك الكبرى الفرنسية القرض الفلاحي سنة 2000، والبنك الوطني لباريس سنة 2019 و 2020 بيع جميع قطاعاتها التابعة لهما في افريقيا للبنك الغابوني وبنك بالسنغال والكوت ديفوار.
بالإضافة الى ذلك، اتخذ البنك الشعبي وصندوق التوفير الفرنسيين نفس المنحى للتخلص من بعض قطاعتهما بافريقيا.
والملاحظ أن الموجة ستصل إلى البنوك الإنجليزية ، والتي اتخذت نفس أسلوب الفرنسيين، حيث أعلن بنك “ستاندرد تشارترد البريطاني” عن بيع خمس من شركاته الأفريقية الى مجموعة أكسيس بنك النيجيرية. وكما قلنا سابقا فان مؤسسة لندن تسير على خطى نظيرها باركليز ، الذي غادر القارة إلى الأبد في سبتمبر 2022.
وبالنسبة لكل ما سبق تظل هذه البنوك الأجنبية في القارة الافريقية بقرة حلوب ستنتهي بنهاية دورها الاستراتيجي لتترك المجال لسياسة جنوب جنوب الافريقية المحضة المستقبلية على أساس مبدأ رابح رابح.
كذلك نجد حضور وصعود بعض الشخصيات الفاعلة والمؤثرة الأفريقية ، مثل “الأمريكي البوركينابي سيمون تيمتوري”. هذه الشخصية الصاعدة الطموحة في التمويل الأفريقي ورئيس فيستا، يريد استغلال خبرته القوية في بنك مورغان ستانلي الاستثماري لتحويل مجموعته إلى إمبراطورية في أفريقيا.
مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )