الحدث24. بنعبدالله سليمان
تدفع عوامل عديدة المستثمرين وشركات النفط للعودة بقوة إلى سوق النفط الخام، إذ ارتفع إجمالي حيازة “خام برنت”، و”غرب تكساس الوسيط” في العقود الآجلة إلى أعلى مستوى منذ شهر ماي الماضي. يأتي ذلك في الوقت الذي ترى فيه بنوك الاستثمار الدولية مثل ” GOLDMAN SACHS “، و” JPMORGAN” أنَّ آفاق السوق تتألق، وتتحدَّث بعض الصناديق عن ارتفاع أسعار السلع.
يمثِّل ارتفاع إجمالي عقود الخيارات، والعقود المستقبلية تحولاً من تداعيات انهيار أسعار النفط إلى ما دون الصفر، وهو مسار أدى إلى انهيار إنتاج النفط الخام عالمياً بالتزامن مع انخفاض الاستهلاك.
وتراجع تداول النفط في عام 2020 مع تراجع إنتاج الخام الأمريكي، وتراجع المستهلكين، مثل شركات الطيران. وسجَّل تداول النفط أسوأ مستوياته حتى نوفمبر. ومنذ ذلك الحين ، تحسَّنت الأمور، بفضل التعافي الحاد حتى الآن من عام 2021.
وقال “هاري تشيلينجويريان”، محلل النفط في بنك “BNP BARISBAS”: “يعيد الناس النظر في حالة الاستثمار لفئة أصول السلع.. ارتفاع إجمالي عقود الخيارات والعقود المستقبلية، لشراء النفط، مجدداً، بفضل تطلُّع الصناديق ذات التوجه الكلي إلى حالة السلع”
يأتي” JPMORGAN” من بين بنوك الاستثمار الدولية التي تقول إنَّها تفضِّل السلع باعتبارها أداة احتواء ضد الضغوط التضخمية، في حين يعتقد “BanK of America” أنَّ عوامل الإنعاش الاقتصادي تساعد بالفعل في دفع أسعار النفط للأعلى.
وقد أدى هذا الارتفاع أيضاً إلى زيادة في تحكم المنتجين، مع اقتراب سعر خام غرب تكساس الوسيط في العقود الآجلة لعام 2022 من 50 دولاراً للبرميل، كما أنَّ سعر خام برنت للفترة نفسها ارتفع الى أعلى من 50 دولاراً للبرميل. ويحقِّق إنتاج النفط الصخري أرباحاً وفق المستويات الحالية للأسعار، بحسب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية.
وإلى جانب تعافي النشاط ، حدث أيضاً انتعاش في عدد المشاركين بالسوق الصاعدة. وبلغ عدد صناديق الاستثمار التي لديها مراكز شراء صافية 163، في “خام برنت”، و”غرب تكساس الوسيط”.
ويعدُّ هذا التحول من الأخبار الجيدة لـ ” بورصة شيكاغو التجارية” ( سي إم إي غروب إنك)، و” بورصة إنتركونتننتال للعقود الأوروبية الآجلة”، وهما أكبر بورصات النفط في العالم.
وكان من المتوقَّع أن تشهد الاسعار إعادة موازنة بعد تدفُّق نحو 9 مليارات دولار إلى السوق الأسبوع الماضي ، بعد أن ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في 10 أشهر.
وبالإضافة إلى ذلك، أدى ضعف الدولار إلى تجدد الحديث عن ارتفاع كبير في أسعار السلع. وأوصى كلٌّ من ” جيه بي مورغان”، و” غولدمان ساكس” بتعزيز الانكشاف على القطاع في الأيام الأخيرة.
ومع توقُّعاتٍ بتعافي الاقتصاد العالمي خلال عام 2021، من المحتمل أن يكون هناك المزيد من التدفُّقات الوافدة إلى سوق النفط.
ولا تزال قيمة إجمالي عقود الخيارات، والعقود المستقبلية لـ “برنت”، و”غرب تكساس الوسيط” منخفضة بنحو الثلث من ذروتها البالغة 408 مليارات دولار في 2018 ، لكنَّ البنك الدولي يتوقَّع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 4% هذا العام، ونمو اقتصاد الصين بنسبة 7.9% ، أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.
وقال جيف باربوتو، الرئيس العالمي لأسواق النفط في ” بورصة لندن الدولية للعقود المستقبلية والخيارات( أي سي إي): ” خام برنت هو المعيار العالمي لتسعير النفط الخام ، لذا مع تحسُّن توقُّعات النشاط الاقتصادي العالمي، نشهد طلباً قوياً على التداول، وإدارة المخاطر عبر سوق العقود الآجلة لخام برنت”.
مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )