سهام الزراني
في كل بقعة من بقاع العالم ، يحين زمن من الدهر تهتز الأرض بأروع الإيقاعات الموسيقية ،و تزيد السماء نورا بنور الأضواء الساطعة بمختلف ألوانها ،فتغدو كشفق تتخلله نجوم كاللؤلؤ ، يسحر العيون، و يحرر النفوس ، و النغمات العالية التي تطرب الأذان ، و ترقص الأبدان .
مغربنا ايضا و قبيل ظهور الفيروس ، كان يشهد حراكا لافتا على مستوى التظاهرات الثقافية و الفنية ، حيث أصبحت العديد من مدنه تحتضن مهراجانات موسيقية ، كأنها اعراس في الفضاء العام ، و الدعوة مفتوحة للجميع من مختلف الأعمار .و هذه الظاهرة التي باتت تطبع المشهد المغربي ، رغم استهجان البعض من المبالغ التي تصرف فيها ، و أنها تلتهم مزانيات ضخمة ، فهي تعتبر في نظر البعض الآخر متنفس عقلي و روحي و تنمية سياحية و ثقافية و
أيضا تجارية ، فهي مرآة تعكس تقدم البلاد في إبراز مقومات الهوية المغربية و المساهمة في التنشيط الثقافي ، كمهرجان موازين و كناوة ، تميتار و غيره.
حال ظهور كورونا دون استمرار تنظيم هذه المهرجانات سنتين متتابعتين، احتراما للاجراءات الوقائية و خاصة المتعلقة بالحد من التجمعات، لمحاصرة الوباء. فغابت النغمات التي تذوي من بعيد ، و انطفأت الأنوار ، آملين ان يكتفي هذا الفيروس و يرحل عنا ، و يعاد إنشاء المنصات، و إحياء المدن و الأقاليم ،و نفض الغبار عنها بإحداث فعاليات فنية و ثقافية من جديد .
تعليقات الزوار ( 0 )