نبابريس.س.بنعبدالله
حذر بنك التسويات الدولية “بي آي إس” أمس في تقريره السنوي عن الاقتصاد، أن البنوك المركزية يجب ألا تسمح للتضخم بأن يتحكم، بينما يخيم خطر الركود التضخمي على الاقتصاد العالمي.
وبحسب “الفرنسية”، قال بنك التسويات الدولية الذي يعد بمنزلة البنك المركزي للبنوك المركزية في العالم إن على المؤسسات التحرك بسرعة لضمان العودة إلى تضخم منخفض ومستقر، وان يتم الحد من تأثيراته على معدلات النمو.
وقال أجوستين كارستينز المدير العام للبنك “المفتاح للبنوك المركزية هو التحرك بسرعة وحسم قبل أن يستحكم التضخم”.
وأضاف “إذا ما حدث ذلك، فإن تكلفة إعادته سيكون اعلى والا سيصعب السيطرة عليه. وفوائد المحافظة على استقرار الأسر والشركات على المدى الطويل تفوق أي تكاليف قصيرة الأجل”.
وقال كارستينز خلال مؤتمر صحافي “من المستحب انه من الممكن القيام بهبوط مرن، وهذا يعني أن تشديد السياسة النقدية يمكن أن يكون تحت السيطرة أكثر”.
واستشرفت البنوك المركزية في البداية عودة مؤقتة للتضخم مع انتعاش الاقتصاد مرة أخرى.
لكن ارتفاع الأسعار تسارع بشكل حاد منذ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في شهر فبراير.
وقال بنك التسويات الدولية إن الاقتصاد العالمي يخاطر بدخول حقبة جديدة من التضخم المرتفع.
وأوصى بنك التسويات الدولية صانعي السياسات بالمضي قدما في الإصلاحات لدعم نمو طويل الأجل ووضع الأسس لمزيد من الإجراءات الطبيعية للسياسات المالية والنقدية.
وبينما يخطط البنك المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة في يوليوز ثم في شتنبر، قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء بأكبر زيادة في سعر الفائدة منذ 1994.
ومع التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، فإن التضخم هذه المرة لا يرتكز فقط على النفط ولكن أيضا على مصادر الطاقة الأخرى والمواد الخام الزراعية والأسمدة والمعادن.
وبالتالي فإن التحدي الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى المصارف المركزية هو دفع التضخم إلى مستويات منخفضة، وفقا لبنك التسويات الدولية.
ويشار أن جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أقر أمام الكونجرس أخيرا، بأن الارتفاع السريع في أسعار الفائدة يمكن أن يتسبب في ركود، وإن لم يكن ذلك ما ينشده.
وأكد باول في كلمته أمام الكونجرس أن الاقتصاد الأمريكي قوي بدرجة كافية وفي وضع جيد لمواجهة تشديد السياسة النقدية.
وأضاف “فاجأ التضخم بشكل تدريجي خلال العام الماضي، وربما ينتظرنا مزيد من المفاجآت، فيما بلغ ارتفاع الأسعار أعلى مستوياته منذ 40 عاما في الولايات المتحدة، مسجلا 8.6 في المائة على أساس سنوي”.
وأشار باول، إلى أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “سيتخذ قراراته في اجتماع للوزراء”، مؤكدا أن آلية تواصل البنك المركزي الأمريكي ستكون “واضحة قدر الإمكان”.
ووعد قائلا “سنسعى جاهدين لتجنب إضافة حالة من عدم اليقين في فترة أصلا صعبة للغاية وتتسم بعدم الاستقرار”.
وقال باول “إنه لن يستبعد أي حجم بعينه لرفع أسعار الفائدة، بينما يعمل البنك المركزي الأمريكي لاحتواء التضخم”. .
على صعيد آخر، حذرت مؤسسة “ستاندرد آند بورز جلوبال”، وهي واحدة من أكبر مؤسسات التصنيف الائتماني في العالم، من أن مجموعة متنامية من الدول من المرجح أن تشهد ضغوطا على تصنيفاتها الائتمانية مع رفع الفائدة الذي يضر بأوضاعها المالية الهشة بالفعل.
تعليقات الزوار ( 0 )