محمد ياقوتي/ باحث في القانون العام
إلى أين نسير في ظل عشوائية القرار العمومي !
أية نتائج سلبية تمخض عنها هذا القرار الوزاري الذي عبر عن نية شريرة، و نرجسية مفرطة تتلذذ بتعذيب و إلحاق الضرر بالطلبة و المعطلين، في الوقت الذي يتظاهر فيه برفع منسوب الجودة في قطاع التعليم كمبرر واهم يخفي من خلاله مصالح أخرى؟
أولا، هي نتائج من طبيعة سيكولوجية. يتعلق الأمر بتفشي نوع من «المخاوف الكبرى» المرتبطة بـــ «سؤال المستقبل» و «سؤال المصير». و قد تقوى هذا السؤال – عند البعض من الطلبة و المترشحين – إلى حد الإقدام على حرق مجموع الشهادات التي حصلوا عليها، فيما اختار البعض الآخر الإقدام على وضع حد لحياته كرد فعل انتقامي و مجنون على القرار السادي الذي يحمل في طياته كل معاني و دلالات «الضغينة» و «الحقد» اللامبرر و اللامعقول . بالإضافة إلى «حالة السخط» التي تم التعبير عنها في شكل مظاهرات و احتجاجات، رغم أنها اتخذت صورة «شعارات » جماعية يرددها الطلبة و المعطلين فيما بينهم تعبيرا عن إدانة واعية ليس فقط لهذا القرار في مضمونه ؛ و لكن شعارات تنفتح على أبعاد و عوالم مجتمعية أخرى. و من هنا ، يمكن تسجيل حالة اليأس الخطيرة التي أعلن عنها الجميع، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، في منشوراتهم على الفيسبوك. ثم الخوف الشديد من قضية الشغل بعد دخول التعليم في عتبة جديدة تغيرت فيها الشروط بالقوة و ليس عن استشارة مع المختصين في المجال التعليمي التربوي ، و هو سلوك يعبر عن نوع من العشوائية، و لا مشروعية تلك المقررات التي تسعى إلى تمرير مغالطات مبطنة ؛ خصوصا على شاشة التلفزيون، إذ نلاحظ نوعا من السفسطة و المغالطة في إيضاح مبررات هذه القرارات المجحفة.
ثانياً ، نتائج من طبيعة إقتصادية و تعليمية تقترن بحالة البطالة المسرفة و المفرطة، و المبالغ فيها في صفوف حاملين الإجازة و الماستر و الدكتوراه. و في خضم هذه الحالة المرعبة طرح سؤال يمتاز بأنطولوجيته الحاضرة ، ما جدوى «الجامعة » اليوم ؟ و أي دور سوف تضطلع به من الآن فصاعدا إذا استمر الوضع على هذه الحالة، خصوصاً بعد التصريح ان الوزارة سوف تكتفي بتوظيف حاملي الإجازة في التربية، في مقابل تجاهل الإجازة الأساسية على نحو يعبر عن أنها لم تحظى بتلك الأهمية الاستراتيجية . أما طلبة الماستر و الدكتوراه فإن موقعهم في هذه المباراة تحت عتبة الصفر، و مجهوداتهم لا تعني شيئا للدولة.
تعليقات الزوار ( 0 )